بعد 40 عاماً .. كـــريم يونس على موعد مع الحرية غــدا

بعد 40 عاماً .. كـــريم يونس على موعد مع الحرية غــدا

  • بعد 40 عاماً .. كـــريم يونس على موعد مع الحرية غــدا

فلسطيني قبل 1 سنة

بعد 40 عاماً .. كـــريم يونس على موعد مع الحرية غــدا

اعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

" سأغادر زنزانتي"، عنوان من كلمتين اختارهما الأسير الفلسطيني كريم يونس (65 عاما) في رسالة أخيرة وجهها لأبناء شعبه قبل أيام قليلة من إنهاء حكمه الذي استمر 40 عاما متواصلة في السجون الإسرائيلية، فقد خلالها والديه وشهدت القضية التي ناضل من أجلها الكثير من التغيرات، وصار عليه أن يواجه أجيالا شابة ولدت وكبرت في غيابه.

وبعد خروجها من زيارته في سجن "هدريم" الإسرائيلي مساء أمس السبت، قالت محاميته رغيد قاسم إن "كريم يهديكم السلام والتحية.. وتفصله عن الحرية ساعات معدودة بعد 40 عاما من السجن في باستيلات الاستعمار"، إذ من المقرر الإفراج عنه يوم الخميس الموافق الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري.

من المقرر ان تفرج سلطات الاحتلال "الاسرائيلية" فجر غد الخميس 5/1/2023 ، عن الأسير كريم يونس ليتنفس عبق الحرية بعد 40 عاماً ويكون أقدم أسير قضى تلك السنوات في سجون الاحتلال .

وقبل يوم من الافراج عنه كشفت وسائل إعلام عبرية مساء أمس الثلاثاء أنباء عن تقديم وزير الداخلية "الإسرائيلي" "أرييه درعي" طلب لسحب الجنسية "الإسرائيلية" من الأسير كريم وماهر يونس.

وأوضحت القناة 12 العبرية أن "درعي" تقدّم بطلب إلى المستشارة القضائية للحكومة "الإسرائيلية" لممارسة سلطتها بسحب الجنسية من الأسيرين كريم وماهر يونس.

وقال نديم يونس شقيق الأسير كريم في تصريحاتٍ صحفية : "كل التهديدات ليست جديدة، ليبرمان هدد بهذا الشكل سابقًا، وهذه ليست المرة الأولى التي نسمع بها تهديدات من هذا النوع".

تمنى الخروج منتصرا

وفي الرسالة التي عنونت بـ"سأغادر زنزانتي"، كتب كريم يونس "ها أنا أوشك أن أغادر زنزانتي المظلمة، التي تعلمتُ فيها ألا أخشى الظلام.. وألا أشعر بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين إخوتي، إخوة القيد والمعاناة، إخوة جمعنا قَسَم واحد وعهد واحد".

 

وأضاف "لطالما تمنيت أن أغادرها منتزعا حريتي برفقة إخوة الدرب ورفاق النضال، متخيلا استقبالا يعبر عن نصر وإنجاز كبير.. أحاول أن أتجنب آلام الفراق ومعاناة لحظات الوداع لإخوة ظننت أني سأكمل العمر بصحبتهم، وهم حتما ثوابت في حياتي كالجبال، وكلما اقتربت ساعة خروجي أشعر بالخيبة وبالعجز، خصوصا حين أنظر في عيون أحدهم وبعضهم قد تجاوز الثلاثة عقود في الأسر".

 

وفي رسالة غير مباشرة لجميع الفلسطينيين، تحدث يونس -وهو ابن بلدة عارة في المثلث الفلسطيني المحتل عام 1948- عن صعوبة ترك رفاقه في الأسر. وقال "أغادر، لكن روحي باقية مع القابضين على الجمر المحافظين على جذوة النضال الفلسطيني برمته، مع الذين لم ولن ينكسروا، لكن سنوات أعمارهم تنزلق من تحتهم، ومن فوقهم، ومن أمامهم، ومن خلفهم، وهم لا يزالون يطمحون أن يروا شمس الحرية".

 

ورغم أنه تحمّل عبء 40 عاما في الأسر، فإن كريم يونس يتساءل في رسالته "محتارا على غير عادته"، كما يقول، "إلى متى يستطيع الأسير أن يحمل جثته على ظهره، ويتابع حياته والموت يمشي معه؟ وكيف لهذه المعاناة والموت البطيء أن يبقيا قدرهُ إلى أمدٍ لا ينتهي في ظل مستقبلٍ مجهول وأفق مسدود..؟".

 

ويتابع "سأترك زنزانتي، وأنا مدرك أن سفينتنا تتلاطمها الأمواج الدولية من كل صوب وحدب، والعواصف الإقليمية تعصف بها من الشرق والغرب، والزلازل المحلية، وبراكين عدوانية تكاد تبتلعها، وهي تبتعد وتبتعد عن شاطئ حاول قبطانها أن يرسو إليه قبل أكثر من ربع قرن".

 

ولم ينس كريم يونس التضامن معه ومع الأسرى في سجون الاحتلال في فلسطين والشتات، "الذين احتضنونا واحتضنوا قضيتنا على مر كل تلك السنين، وكانوا أوفياء لقضيتنا ولقضية شعبنا، الأمر الذي يبعث فينا دائما أملا متجددا، ويقينا راسخا بعدالة قضيتنا وصدق انتمائنا وجدوى وجوهر نضالنا".

من هو الأسير كريم يونس؟

ولد الأسير كريم يونس في الـ 23 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958م، في بلدة (عارة) في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وهو الابن الأكبر لعائلته.

درس في المدرسة الابتدائية الرسمية في مدرسة (عارة)، والمرحلة الإعدادية في (عرعرة)، والثانوية في (السالزيان) في مدينة الناصرة، والتحق بجامعة "بن غوريون" في بئر السبع لدراسة الهندسة الميكانيكية، وفي السنة الثانية من دراسته، ومن على مقاعد الدراسة، اُعتقل كريم في السادس من كانون الثاني/ يناير 1983، ولاحقًا جرى اعتقال ابن عمه ماهر يونس، بالإضافة إلى سامي يونس على خلفية مقاومة الاحتلال، حيث أفرج عن الأسير سامي يونس في صفقة (وفاء الأحرار) عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا، وتوفي بعد أربع سنوات من تحرره.

تعرض كريم لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، ولاحقا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديد المؤبد له لاحقًا لمدة (40) عامًا.

وفي عام 2013،  وفي ذكرى اعتقاله الـ 30 توفي والده الحاج يونس يونس، وبقيت والدته الحاجة (صبحية) تنتظم في زيارته في معتقل "هداريم" الذي يقبع فيه حتّى اليوم.

وبعد 39 عامًا من الانتظار وفي تاريخ الخامس من أيار/ مايو 2022، رحلت والدته الحاجة صبحية يونس (أم كريم)، الأم الصابرة التي انتظرته بكل ما تملك من قوة، ورحلت دون أنّ تحتفي بحريته.

وفي أول رسالة له بعد وفاة والدته، "أمي زارتني في السجن ما يقارب الـ700 زيارة، كانت تقاتل لتصلني إلى السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها".

وأكمل "برغم الألم والفقدان إلا أنني شعرت بسعادة وفخر عندما علمت أنَّ الحاجة لُفت بالعلم الفلسطيني الذي غُرز أيضًا على أرض مقبرة قرية عارة".

على مدار 40 عامًا، بقي كريم الثائر المناضل الوفي لأبناء شعبه ورفاقه الأسرى، وكان مدرسة بالوحدة الوطنية، شارك على مدار أربعة عقود في كافة المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، ومنها الإضراب عن الطعام الذي يعتبر أقسى هذه المعارك، وكان آخرها إضراب عام 2017 الذي استمر لمدة 42 يومًا.

وشكّل كريم بما يحمله من فكر نضاليّ، مدرسة للأجيال التي دخلت وخرجت من الأسر، وهو صامدًا وقويًا وثابتًا على مبادئه الأولى، وبقي الثائر الفاعل، في كل جوانب الحياة الاعتقالية، وأكمل دراسته داخل الأسر، وحصل على درجة البكالوريوس، والماجستير.

الأسير يونس هو واحد من بين 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو أي قبل عام 1993، حيث رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل، والإفراجات وكان آخرها عام 2014، حيث كان من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن الدفعة الرابعة من القدامى وكان عددهم في حينه (30) أسيرًا، إلا أنها تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه في إطار مسار المفاوضات، إضافة إلى مجموعة من الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، وهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، أبرزهم نائل البرغوثي الذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال، وعلاء البازيان، وسامر المحروم، ونضال زلوم وآخرون.

"

 

التعليقات على خبر: بعد 40 عاماً .. كـــريم يونس على موعد مع الحرية غــدا

حمل التطبيق الأن